این سورة هزار و هفتصد و سه حرف است و سیصد و هفتاد و هشت کلمه و نود و شش آیة جمله بمکه فرو آمد و آن را مکى شمرند مگر یک آیت بقول ابن عباس: أ فبهذا الْحدیث أنْتمْ مدْهنون و تجْعلون رزْقکمْ أنکمْ تکذبون.
گفت این یک آیت بمدینه فرود آمد و باقى بمکه.
و قیل الا قوله: ثلة من الْأولین و ثلة من الْآخرین.
و در این سورة ناسخ و منسوخ نیست مگر یک آیت بقول مقاتل بن سلیمان: ثلة من الْأولین و قلیل من الْآخرین. مقاتل گفت: این یک آیت منسوخ است بآیت دیگر که ثلة من الْأولین و ثلة من الْآخرین.
در خبر است که عثمان بن عفان عیادت کرد عبد الله مسعود را در بیمارى مرگ، گفت یا عبد الله این ساعت از چه مىنالى. گفت اشتکى ذنوبى، بر گناهان خود مىنالم گفت چه آرزوست ترا در این وقت گفت: رحمة ربى، آرزوى من آن است که الله بر من رحمت کند و بر ضعف و عجز من ببخشاید.
عثمان گفت: ا فلا ندعو الطبیب، طبیب را خوانیم تا درد ترا مداوات کند؟
گفت الطبیب امرضنى. طبیب خود مرا بروز بیمارى افکند.
گفت خواهى تا ترا عطائى فرمایم که ببعضى حاجتهاى خود صرف کنى.
گفت لا حاجة لى به وقتى مرا باین حاجت نیست و هیچ دربایست نیست.
گفت دستورى هست تا بدخترانت دهم که ناچار ایشان را حاجت بود، گفت نه، که ایشان را حاجت نیست و اگر حاجت بود به از این من ایشان را عطائى دادهام، گفتهام که بوقت حاجت و ضرورت، سورة الواقعة بر خوانید که من از رسول خدا (ص) شنیدم: من قرأ سورة الواقعة کل لیلة لم تصبه فاقة ابدا.
هر که سورة الواقعة هر شب برخواند فقر و فاقت هرگز بدو نرسد.
و عن هلال بن یساف عن مسروق قال من اراد ان یعلم نبأ الاولین و الآخرین و نبأ اهل الجنة و نبأ اهل النار و نبأ الدنیا و نبأ الآخرة فلیقرأ سورة الواقعة.
قوله تعالى: إذا وقعت الْواقعة تقدیره: اذکر اذا وقعت الواقعه اى قامت القیامة و نزلت صیحتها و هى النفخة الاخیرة، هذا کقوله: فیوْمئذ وقعت الْواقعة و کقوله: إنما توعدون لصادق و إن الدین لواقع.
لیْس لوقْعتها کاذبة اى لیس لکونها اکذوبة و لا مثنویة. و کاذبة هاهنا فى موضع المصدر کقوله عز و جل: لا تسْمع فیها لاغیة الکاذبة الکذب و اللاغیة اللغو. تقول کذب یکذب کذبا و کاذبة کالعافیة و العاقبة. و المعنى من اخبر عنها صدق و لم یکذب. و قیل لیس الخبر عن وقوعها کذبا.
یاد کن اى محمد آن روز که دردمند در صور در آن نفخه آخر که قیامت بپاى شود و صیحه رستاخیز و زلزله ساعت پدید آید، روزى که در آن شک نیست، وعده که در وى خلاف نیست. هر که ازو خبر دهد راست گوید، که در آن گفت وى دروغ نیست، بودنى که آن را مرد نیست. افتادنى که درو گمان نیست و وقت وقوع آن جز بعلم الله نیست.
خافضة رافعة هذه صفة القیامة. اذا وقعت تبلغ و تسمع من بعد کمن قرب.
و قیل تخفض اعداء الله فى النار و ان کانوا اعزة فى الدنیا و ترفع اولیاء الله الى الجنة و ان کانوا اذلاء فى الدنیا.
قال ابن عطاء خفضت قوما بالعدل و رفعت قوما بالعدل.
إذا رجت الْأرْض رجا اى حرکت الارض تحریکا شدیدا، کقوله: إذا زلْزلت الْأرْض زلْزالها قال الکلبى و ذلک ان الله عز و جل یوحى الیها فتضطرب فرقا. و قیل ترج کما یرج الصبى فى المهد حتى یهدم کل بناء علیها و ینکسر کل من علیها من الجبال و غیرها، تقول رججته فارتج اى حرکته فتحرک.
و بست الْجبال بسا قال الحسن: اى نسفت و قلعت من اصلها کقوله: ینْسفها ربی نسْفا و قال مقاتل و مجاهد فتت فتا و کسرت کسرا حتى صارت کالدقیق و قال الکلبى سیرت على وجه الارض تسییرا، کقوله: و یوْم نسیر الْجبال.
قوله: فکانتْ هباء منْبثا، صارت الجبال هباء و هو حشو الجو. و المنبث المنتسف المتفرق. و قیل الهباء المنبث ما سطع من سنابک الخیل و قیل ما تطایر من شرر النار و قال فى موضع آخر و تکون الْجبال کالْعهْن الْمنْفوش و فى التفسیر ان الله سبحانه یبعث ریحا من تحت الارض فتحمل الارض و الجبال و تضرب بعضها ببعض و لا تزال کذلک حتى تصیر غبارا و یسقط ذلک الغبار على وجوه الکفار و ذلک قوله: و حملت الْأرْض و الْجبال فدکتا دکة واحدة و قال فى صفة الکفار وجوه یوْمئذ علیْها غبرة.
و کنْتمْ أزْواجا اى صرتم اصنافا ثلثه و عند العرب کل ماله نظیر فهو زوج، فردا کان او شفعا ثم فسرهم فقال: فأصْحاب الْمیْمنة ما أصْحاب الْمیْمنة. اى ما هم و اى شىء هم. و هذا اللفظ فى العربیة تجرى مجرى التعجب و هو من الله تعظیم الشأن عند من یخاطبه به فکانه عجب نبیه (ص) و عظم شأن المذکورین عنده. و فى تفسیر هذه الکلمة اربعة اقوال.
احدها: انهم هم الذین یوخذ بهم عن الموقف ذات الیمین الى الجنة و اصحاب الشمال هم الذین یوخذ بهم ذات الشمال الى النار.
و القول الثانى و هو قول ابن عباس: هم الذین اخرجوا من الکتف الیمنى من آدم (ع) حین اخرج الله ذریته من صلبه. و قال الله لهم هولاء للجنة و لا ابالى و اصحاب المشأمة اصحاب الشمال الذین اخرجوا من الکتف الیسرى من آدم (ع) و قال الله لهم هولاء للنار و لا ابالى.
و القول الثالث و هو قول الضحاک: فأصْحاب الْمیْمنة، هم الذین یعطون کتبهم بایمانهم. و أصْحاب الْمشْئمة، هم الذین یعطون کتبهم بشمائلهم.
و القول الرابع و هو قول الحسن و الربیع: فأصْحاب الْمیْمنة، هم الذین کانوا میامین مبارکین على انفسهم و کانت اعمارهم فى طاعة الله، و هم التابعون باحسان و أصْحاب الْمشْئمة هم المشائیم على انفسهم و کانت اعمارهم فى المعاصى.
تقول یمین و شمال و یمنى و شومى و الایمن و الاشأم.
و صح فى الحدیث ان الکافر یسئل یوم القیمة فیقال له ما ذا قدمت فینظر ایمن منه فلا یرى الا النار و ینظر اشأم منه فلا یرى الى النار.
و جمع المیمنة المیامن و جمع المشأمة المشائم و کان رسول الله (ص) اذا توضأ یبدأ بمیامنه و کان یحب التیامن فى کل شىء. تقول تیامن الرجل اذا بدأ بیمینه و اصل الیمن السعادة و اصل التیمن الزجر و الفال الحسن و اما الشمال فجمعه شمائل و شمل و اشملة و شمالات و سمى الیمن لان الیمن عن یمین الکعبة و الشام عن شمال الکعبة و ذلک اذا دخل الحجر تحت المیزاب.
و السابقون السابقون أولئک الْمقربون یحتمل ان یکون السابقون مبتداء و خبره السابقون الثانى و معناه و السابقون الى طاعة الله فى الدنیا هم السابقون غدا الى الجنة و الرضوان. و یجوز ان یکون السابقون الثانى تأکیدا للأول و خبر الابتداء قوله: أولئک الْمقربون.
و یحتمل ان یکون تقدیر الآیة و السابقون ما السابقون فحذف ما لان الاولیین تدلان علیه فیکون الکلام فى الثلاثة على نسق واحد.
و فى التفسیر انهم السابقون الى الاسلام ثم السابقون الى الهجرة ثم السابقون الى التکبیرة الاولى فى الصلاة الخمس ثم السابقون الى الخیرات. قال الله عز و جل و همْ لها سابقون و قال تعالى اسْتبقوا الْخیْرات
و هذا هو التقسیم الذى فى قوله عز و جل: فمنْهمْ ظالم لنفْسه و منْهمْ مقْتصد و منْهمْ سابق بالْخیْرات بإذْن الله.
و یقال السابقون الذین سبقت لهم من الله الحسنى فسبقوا الى ما سبق لهم.
أولئک الْمقربون لم یقل المتقربون بل قال المقربون و هذا عین الجمع و علم الکافة انهم بتقریب ربهم سبقوا لا بتقربهم.
أولئک الْمقربون من الله.
فی جنات النعیم. و قیل الناس ثلاثة رجل: ابتکر الخیر فى حداثة سنه ثم داوم علیه حتى خرج من الدنیا فهو السابق المقرب. و رجل ابتکر عمره بالذنوب و طول الغفلة ثم یراجع بتوبة فهذا صاحب یمین. و رجل ابتکر الشر فى حداثته ثم لم یزل علیه حتى خرج من الدنیا فهذا صاحب شمال.
ثلة من الْأولین، اى هى ثلة من الاولین و الثلة فى اللغة الجماعة من الناس، و الثلة بفتح الثاء الجماعة من النساء.
و تکلموا فى الثلة الاولین فقالوا هم اتباع الانبیاء قبلنا، و قلیل من الْآخرین عنینا بها فنحن فى کثرتهم قلیل، قال الزجاج الذین عاینوا جمیع النبیین من لدن آدم و صدقوهم اکثر ممن عاین النبى (ص) لکثرة الانبیاء.
و قیل ثلة من الْأولین و قلیل من الْآخرین کلاهما من امة محمد (ص)
فقد روى انه قال (ص) کلتا الثلتین امتى.
روى عن ابى هریرة قال لما نزل ثلة من الْأولین و قلیل من الْآخرین شق ذلک على اصحاب النبى (ص) و استوحشوا حتى بکى عمرو قال یا نبى الله آمنا بک و صدقناک و ما ینجو منا الا قلیل فانزل الله تعالى ثلة من الْأولین و ثلة من الْآخرین فصارت هذه الایة ناسخة لقوله: و قلیل من الْآخرین. ثم قال (ص) انى لارجو ان تکونوا ربع اهل الجنة بل ثلث اهل الجنة بل انتم نصف اهل الجنة و تقاسمونهم فى النصف الثانى.
و روى انه قال (ص) اهل الجنة مائة و عشرون صفا ثمانون صفا منها امتى و هم الفائزون الاخیار.
و روى انه قال تبعث هذه الامة یوم القیامة تسد الافق و انى مکاثر بکم الامم.
و قال (ص) مثل امتى مثل المطر لا یدرى اوله خیر ام آخره.
قوله: على سرر موْضونة الموضون المنسوج مضاعفا یقال للدرع موضونة اذا کانت بحلقتین حلقتین.
قال اهل التفسیر على سرر موْضونة منسوجة بقضبان الذهب و الجواهر و قیل جعل کل سریر بجنب سریر طول کل سریر ثلاثمائة ذراع فاذا اراد العبد ان یجلس علیها تواضعت فاذا جلس علیها ارتفعت.
متکئین علیْها متقابلین بنظر بعضهم الى بعض لا یرى بعضهم قفا صاحبه، وصفوا مع نعیمهم بحسن العشرة و صفاء المودة و تهذیب الاخلاق.
یطوف علیْهمْ، اى یخدمهم و ینقلب الیهم ولْدان غلمان جمع ولید. و خدمة الغلمان امتع من خدمة الکبار و هم ولدان انشأهم الله لخدمة اهل الجنة.
و قال الحسن: هم اولاد اهل الدنیا اطفال لم تکن لهم حسنات فیثابوا علیها و لا سیئات فیعاقبوا علیها لان الجنة لا ولادة فیها.
و جاء فى بعض الاخبار: ان اطفال الکفار خدم اهل الجنة، مخلدون، اى باقون لا یموتون، خلقوا للخلد. و قیل یبقون على غلومتهم لا یتغیر نضارتهم و لا یحولون من حالة الى حالة. و قیل مخلدون مستورون مقرطون یقال خلد جاریته اذا زینها و حلاها بالخلد و هو القرط. و الخلادة القلادة لغة قحطانیة. قال الشاعر:
و مخلدات باللجین کانما
اعجازهن اقاوز الکثبان
اى مزینات محلیات.
بأکْواب و أباریق و الاکواب جمع کوب و هى الاقداح المستدیرة الافواه لا آذان لها و لا عرى و الأباریق جمع ابریق، و هى ذوات الخراطیم و لها عروة سمیت اباریق لبروق لونها من الصفاء و قیل انها عجمیة معربة آب ریز، و کأْس منْ معین اى قدح مملوء من خمر. الکأس القدح فیه الشراب و المعین الخمر تجرى من العیون یقال الکوب للماء و غیره، و الإبریق لغسل الایدى و الکأس لشرب الخمر.
لا یصدعون عنْها. اى تطربهم و لا توذیهم بصداع. تقول صدع الرجل و صدع اذا اصابه الصداع. و قیل لا یصدعون، اى لا یفرقون، عنْها تقول صدعهم فانصدعوا اى فرقهم فتفرقوا، و لا ینْزفون اى لا یسکرون فتذهب عقولهم، یقال نزف الشارب فهو نزیف و منزوف اى سکر. و قیل لا یتقیئون و لا یبولون.
قال ابن عباس: فى الخمر اربع خصال: السکر و الصداع و القىء و البول و الله عز و جل نزه خمر الجنة عنها کلها.
و قرئ ینْزفون بکسر الزاى، یعنى لا تفنى خمرهم تقول انزف القوم اذا فنى شرابهم و قیل انزف سکر.
و فاکهة مما یتخیرون اى یختارون فکلها خیار.
و لحْم طیْر مما یشْتهون. قال ابن عباس یخطر على قلبه لحم الطیر فیصیر بین یدیه على ما اشتهى و یقال انه یقع على صحفة الرجل فیاکل منه ما یشتهى ثم یطیر فیذهب.
و حور عین قرأ ابو جعفر و حمزة و الکسائى بکسر الراء و النون اى و بحور عین. و قرأ الباقون بالرفع یعنى و لهم حور عین اى بیض عین، اى ضخام العیون هذا تفسیر النبى (ص) فى جواب ام سلمه.
کأمْثال اللوْلو الْمکْنون المخزون فى الصدف لم تمسه الایدى.
روى انه سطع نور فى الجنة فقالوا ما هذا قالوا حوراء ضحکت فى وجه زوجها. و روى ان الحوراء اذا مشت سمع تقدیس الخلاخیل من ساقیها و تمجید الاسورة من ساعدیها و ان عقد الیاقوت یضحک من نحرها و فى رجلیها نعلان من ذهب شراکهما من لولو تصران بالتسبیح.
و کان یحیى بن معاذ یقول اخطب زوجة لا تسلبها منک المنایا و اعرس بها فى دار لا یخربها دوران البلایا و شبک لها حجلة لا تحرقها نیران الرزایا.
و روى انهن خلقن من الزعفران.
قوله: جزاء بما کانوا یعْملون اى یفعل ذلک بهم لجزاء اعمالهم.
قوله: جزاء منصوب على انه مفعول له و قیل منصوب على المصدر اى یجازون جزاء باعمالهم.
لا یسْمعون فیها اى فى الجنة، لغْوا، اى باطلا من القول و لا صیاحا و صخبا و عبثا، و لا تأْثیما اى اثما و قیل و لا تأْثیما اى لا یقال لهم اثمتم و اسأتم. و لیس التأثیم مما یختص بالسماع و انما جاز بمجاورة اللغو کقول القائل: اکلت خبزا و لبنا، اللبن مشروب لا مأکول و انما جاز بمجاورة الخبز.
قوله: إلا قیلا سلاما سلاما یعنى الا قولا ذا سلامة یعنى قولا یسلم من اللغو و الاثم و فى نصب سلاما ثلاثة اقوال: احدها ان یکون صفة للقیل کما ذکرت.
و الثانى ان ینتصب بالقول اى الا ان یقولوا سلاما. و الثالث على المصدر و تقدیره الا ان یقولوا سلمک الله سلاما.
ثم ذکر اصحاب الیمین على التعجب مما لهم، فقال: و أصْحاب الْیمین ما أصْحاب الْیمین تقدیره ما لاصحاب الیمین. قال ابو العالیة و الضحاک: نظر المسلمون الى وج و هو واد مخصب بالطائف فاعجبهم سدرها فقالوا یا لیت لنا مثل هذا فانزل الله تعالى هذه الآیات.
فی سدْر مخْضود السدر شجر النبق و المخضود الذى لا شوک له و الخضد القطع کانه قطع شوکه و یجوز فى العربیة ان یقال هذا شجرة مخضودة الشوک و لم یکن لها شوک اصلا یجب خضده کقوله عز و جل: منْ عسل مصفى و هو عسل لم یکن فیه شمع قط یحب تصفیته منه. و قال ابن کیسان: هو الذى لا اذى فیه. قال: و لیس شىء من ثمر الجنة فى غلف کما یکون فى الدنیا من الباقلى و غیره بل کلها مأکول و مشروب و مشموم و منظور الیه.
و طلْح منْضود جاء فى التفسیر انه شجر الموز لان ثمره یکون منضودا بعضه فوق بعض قیل شجر الجنة موقر بالحمل من اسفله الى اعلاه لیست له سوق بارزة و قال الحسن لیس هو بالموز و لکنه شجر عظیم ناضر رفیف له ظل بارد طیب و قیل هوام غیلان و العرب تحبه لنوره اى لطیب نوره. و خوطبوا بما عقلوا و انما فضله على ما فى الدنیا کفضل سائر ما فى الجنة على ما فى الدنیا.
و ظل ممْدود دائم تام لا تنسخه الشمس کما بین الفجر الى طلوع الشمس.
و قال مقاتل هو ظل العرش و صح عن رسول الله (ص) انه قال ان فى الجنة شجرة یسیر الراکب فى ظلها مائة عام لا یقطعها
و عن ابن عباس فى قوله: و ظل ممْدود قال شجرة فى الجنة على ساق یخرج الیها اهل الجنة فیتحدثون فى اصلها و یتذکر بعضهم و یشتهى لهو الدنیا فیرسل الله عز و جل ریحا من الجنة فتحرک تلک الشجرة بکل لهو کان فى الدنیا.
و یحتمل ان الظل عبارة عن الحفظ. تقول فلان فى ظل فلان اى فى کنفه لانه لا شمس هناک.
و ماء مسْکوب مصبوب یجرى دائما فى غیر اخدود و یصعد الى القصور و العلالى و ینسکب منحدرا لا یلطخ شیئا و قیل یسکب على الخمر فیشرب ممزوجا.
و فاکهة کثیرة اى کثیرة الاجناس و الانواع لا مقطوعة بالزمن و لا ممنوعة بالثمن و قیل ثمرة الدنیا فى الشتاء مقطوعة و فى الربیع ممنوعة لم ینع.
قال ابن عباس: لا تنقطع اذا جنیت و لا تمتنع من احد اراد اخذها.
و قیل و لا ممْنوعة اى لا محصورة بالجدار کما یحصر على بساتین الدنیا و جاء فى الحدیث ما قطعت ثمرة من ثمار الجنة الا ابدل الله مکانها ضعفین.
و فرش مرْفوعة اى عالیة بعضها فوق بعض.
قال رسول الله (ص) فى قوله: و فرش مرْفوعة اى عالیة قال ارتفاعها لکما بین السماء و الارض و ان ما بین السماء و الارض لمسیرة خمس مائة عام
و قیل اراد بالفرش النساء و العرب تسمى المرأة فراشا و لباسا على الاستعارة.
قال النبى (ص) الولد للفراش.
فسمى المرأة فراشا. مرْفوعة رفعن بالجمال و الفضل على نساء الدنیا و قیل: رفعن عن ان یبلن او یحضن او یتغوطن او یمتحطن او یشین. دلیل هذا التاویل قوله فى عقبه: إنا أنْشأْناهن إنْشاء اى خلقناهن خلقا جدیدا.
قال ابن عباس یعنى الآدمیات العجائز الشمط یقول خلقنا هن بعد الهرم خلقا آخر فجعلناهن ابکارا عذارى.
قال مجاهد روى عن رسول الله (ص) انه قال فى امرأة عند عایشه من بنى عامر و کانت عجوزا ان الجنة لا تدخلها العجز، فولت تبکى فقال (ص) اخبروها انها یومئذ لیست بعجوز.
ان الله تعالى یقول: إنا أنْشأْناهن إنْشاء الایة.
و عن انس بن مالک عن النبى (ص) فى قوله: إنا أنْشأْناهن إنْشاء قال: عجائزکن فى الدنیا عمشا رمصا فجعلهن ابکارا.
قال بعض المفسرین و قد فعل الله سبحانه فى الدنیا بزکریا فقال تعالى و أصْلحْنا له زوْجه سئل الحسن عن ذلک الصلاح، فقال جعلها شابة بعد أن کانت عجوزا، و ولودا بعد ان کانت عقیما.
و قال مقاتل و غیره هن الحور العین انشأهن الله عز و جل على جهة الابتداء لم تقع علیهن ولادة.
فجعلْناهن أبْکارا عذارى لا یأتیها الرجل الا وجدها بکرا.
عربا جمع عروب و هى المتحببة الى زوجها بغنجها و قیل عربا مشتهیات للازواج، یقال ناقة عروبة اذا اشتهت الفحل و قیل هى الحسنة التبعل و قیل هى الخفرة المتبذلة لزوجها و قیل هى اللعوب بزوجها انسابه.
و فى بعض التفاسیر عربا اى کلامهن عربى أتْرابا جمع ترب.
اى مستویات على سن واحد، بنات ثلث و ثلثین، و قیل هن لدات فى شکل ثلث عشره سنة فى قد صاحبها.
لأصْحاب الْیمین اى خلقناهن لاصحاب الیمین، و عن ابى هریرة عن النبى (ص) قال یدخل اهل الجنة الجنة جردا و مردا بیضا جعادا مکحلین ابناء ثلث و ثلثین على خلق آدم طوله ستون ذراعا فى سبع اذرع.
و عن ابى سعید الخدرى قال قال رسول الله (ص) ادنى اهل الجنة الذى له ثمانون الف خادم و اثنتان و سبعون زوجة و تنصب له قبة من لولو و زبرجد و یاقوت کما بین الجابیة الى صنعاء.
و فى بعض الروایات ینظر الى وجهه فى خدها اصفى من المرآة و ان ادنى لولوة علیها تضیء ما بین المشرق و المغرب و انه لیکون علیها سبعون ثوبا ینفذها بصره حتى یرى مخ ساقها من وراء ذلک.
و روى ان فى الجنة غرفة یقال لها العالیة فیها حوراء یقال لها الغنجة اذا اراد ولى الله ان یأتیها اتاها جبرئیل فآذنها فقامت على اطرافها معها اربعة آلاف و صیفة یجمعن اذیالها و ذوائبها یبخرنها بمجامر بلا نار.
و عن عبد الرحمن البیلمانى قال لیعطى الرجل منکم غرفة من لولو فیها سبعون غرفة فى کل غرفة زوجة من الحور العین ینظر فى وجه کل واحدة منهن فیرى وجهه فى وجهها و ترى هى وجهها فى وجهه من الحسن، مکتوب فى نحر کل واحدة منهن انت حبى و انا حبک بیاضهن کبیاض المرجان و صفاوهن کصفاء الیاقوت.
و عن انس بن مالک قال قال رسول الله (ص) تقول الحوراء یوم القیامة لولى الله کم من مجلس من مجالس ذکر الله قد اکرمک به العزیز اشرفت علیک بدلالى و غنجى و اترابى و انت قاعد بین اصحابک تخاطبنی الى الله عز و جل، فترى شوقک کان یعدل شوقى او حبک کان یعدل حبى و الذى اکرمنى بک و اکرمک بى ما خطبتنى الى الله عز و جل مرة الا خطبتک الى الله سبعین مرة فالحمد لله الذى اکرمنى بک و اکرمک بى و ثلة من الْآخرین من مومنى هذه الامة.
هذا قول بعض المفسرین. و یروى عن النبى (ص) قال من آدم (ع) الینا ثلة و منى الى یوم القیمة ثلة و لا یستتمها الا سودان من رعاة الإبل ممن قال لا اله الا الله.
و عن سعید بن جبیر عن ابن عباس قال خرج رسول الله (ص) یوما فقال عرضت على الامم فجعل یمر النبى معه الرجل و النبى معه الرجلان و النبی معه الرهط و النبى لیس معه رهط و النبى لیس معه احد و رایت سوادا کثیرا سد الافق فقیل لى انظر هکذا و هکذا فرأیت سوادا کثیرا سد الافق فقیل هولاء امتک و مع هولاء سبعون الفا یدخلون الجنة بغیر حساب.
و فى روایة عبد الله بن مسعود عن رسول الله (ص) قال عرضت على الانبیاء اللیلة باتباعها حتى اتى على موسى فى کبکبة بنى اسرائیل فلما رایتهم اعجبونى فقلت اى رب من هولاء قیل هذا اخوک موسى و من معه من بنى اسرائیل، قلت فاین امتى قیل انظر عن یمینک فاذا ظراب مکه قد سدت بوجوه الرجال فقیل هولاء امتک أ رضیت قلت رب رضیت قیل انظر عن یسارک فاذا الافق قد سد بوجوه الرجال، قیل هولاء امتک ا رضیت قلت رب رضیت رب رضیت فقیل ان مع هولاء سبعین الفا یدخلون الجنة بلا حساب علیهم. فقال نبى الله (ص) ان استطعتم ان تکونوا من السبعین فکونوا و ان عجزتم و قصرتم فکونوا من اهل الظراب و ان عجزتم فکونوا من اهل الافق فانى قد رأیت ثم اناسا یتهاوشون کثیرا.
و روى انه قال (ص) انى لارجو ان تکونوا شطر اهل الجنة ثم تلا رسول الله (ص): ثلة من الْأولین و ثلة من الْآخرین.
و قال ابو العالیة و مجاهد و عطاء بن ابى رباح و الضحاک ثلة من الْأولین، یعنى من سابقى هذه الامة و ثلة من الْآخرین من هذه الامة فى آخر الزمان یدل علیه
قول النبى (ص): هما جمیعا من امتى.
قوله: و أصْحاب الشمال ما أصْحاب الشمال المشأمة و الشمال واحد و هم الذین یعطون کتبهم بشمائلهم و یوخذ بهم طریق الشمال الى النار و یلزمهم الشوم و النکدة.
فی سموم، و هو الریح الحارة تدخل فى المسام و جمعه سمائم و قیل السموم حر جهنم و فیحها و هو بالنهار و الحرور باللیل و قیل سموم جهنم ریح باردة شدیدة البرد تخرج من تحت صخرة فى جهنم تقطع الوجوه و سائر اللحوم و منه قول الشاعر:
الیوم یوم بارد سمومة
من جزع الیوم فلا نلومه
و حمیم و هو الماء الحار فى النهایة.
و ظل منْ یحْموم دخان شدید السواد تقول العرب اسود یحموم اذا کان شدید السواد. قال الضحاک النار سوداء و اهلها سود و کل شىء فیها اسود.
و قیل یحموم جبل فى النار یستغیث الى ظله اهل النار. قابل بهذا الظل ظل اصحاب المیمنة.
لا بارد و لا کریم اى لا بارد المدخل و لا کریم المنظر. و قیل لا ماوهم بارد، و لا مقیلهم کریم و العرب اذا بالغت فى ذم الشیء نفت عنه الکرم، و قال فى موضع آخر لا ظلیل و لا یغْنی من اللهب و هذا الظل هو سرادق جهنم یجمع الخلق یوم القیامة، فیرسل علیهم الدخان ثلث شعب شعبة تأخذهم عن یمینهم و شعبة عن شمالهم، و تنطبق علیهم شعبة فتملأ اجواف الکفار و مسامهم و یأخذ المومن کهیئة الزکمة.
إنهمْ کانوا قبْل ذلک متْرفین متنعمین فمنعهم ذلک عن الانزجار و شغلهم عن الاعتبار. المترف الجبار المتنعم المعجب بنفسه و الترف السرف فى العیش.
و کانوا یصرون على الْحنْث الْعظیم اى یقیمون على الذنب العظیم لا یتوبون و لا یستغفرون، و الحنث العظیم هاهنا الشرک، یقال بلغ الغلام الحنث اى بلغ مبلغا بحیث یسیء العمل و التحنث من الاضداد التحنث التأثم و التحنث التبرر و التحرج عن الاثم. و کان رسول الله (ص) یتحنث فى غار حراء اى یتعبد.
و قیل الحنث العظیم الیمین الغموس و معنى هذا: انهم کانوا یحلفون انهم لا یبعثون و ذلک فى قوله: أقْسموا بالله جهْد أیْمانهمْ لا یبْعث الله منْ یموت یقویه ما بعده: و کانوا یقولون أ إذا متْنا و کنا ترابا و عظاما أ إنا لمبْعوثون قرأ ابو جعفر و نافع و الکسائى: إذا متْنا بالخبر، أ إنا لمبْعوثون بالاستفهام. و قرأ الباقون بالاستفهام فیهما أ و آباونا قرء نافع و ابن عامر بسکون الواو و الباقون بفتح الواو، من فتح الواو جعله عطفا و استفهاما و من سکنه جعله عطفا. و کانوا یقولون، ذلک تکذیبا للبعث.
قلْ إن الْأولین و الْآخرین اى قل لهم یا محمد ان الاولین و الآخرین.
لمجْموعون، محشورون، إلى میقات یوْم معْلوم و هو یوم القیمة معلوم لله سبحانه و تعالى متى یکون.
ثم إنکمْ أیها الضالون، اى ثم یقال لهم ذلک الیوم انکم أیها الضالون عن الدین الذاهبون عن الحق، الْمکذبون بالله و رسله.
لآکلون منْ شجر منْ زقوم شجرة الزقوم هى الشجرة الملعونة فى القرآن و هى شجرة تنبت فى النار ترعرع و تورق و تثمر کان طلعها روس الحیات.
فمالون منْها اى من الشجر، الْبطون لان الله یسلط علیهم جوعا شدیدا فیملأون بطونهم رجاء زوال الجوع فاذا امتلئوا منه وجدوا عطشا شدیدا فیعرض علیهم الحمیم. فیشربون شرب الهیم و هى العطاش من الإبل و قیل هى ابل تصیبها داء فلا تروى من الماء فلا تزال تشرب حتى تهلک. و قیل الهیم جمع الاهیم و هو الرمل الذى لا یرویه المطر.
و قوله: فشاربون علیْه، اى على الزقوم او على الاکل او على الشجر قرأ اهل المدینة و عاصم و حمزة شرب الهیم بضم الشین و الباقون بفتحها، و هما لغتان فالفتح على المصدر و الضم اسم بمعنى المصدر کالضعف و الضعف.
هذا نزلهمْ یوْم الدین اى هذا الطعام و الشراب ما اعد لضیافتهم یوم الجزاء و قوتهم و غذاوهم ابدا.
نحْن خلقْناکمْ، خطاب لمشرکى قریش اى نحن خلقناکم و لم تکونوا شیئا و انتم تعلمون ذلک، فلوْ لا تصدقون فهلا تصدقون بالله و رسوله و هلا تصدقون بالبعث بعد أن علمتم النشأة الاولى.